الجمعة، 5 فبراير 2010

سنعود يوماً؛؛

http://www.majalisna.com/gallery/590/590_2_1094823401.jpg

قضوا ليلتهم تحت عناقيد العنب
اهالينا اعتقدوا أنهم سيقضون ليلة أو ليلتين ويعودون إلي بلدتهم ....بلدي يا يبنا، إليك قد جئنا، غيرك لا نرضى، بيتاً أو وطناً! تلك هي بلدة (يبنا) في عيون من تنفسوا هواءها وتنسموا عليلها، وترعرعوا بين أحضانها، ومن ذاكرة هؤلاء كانت (يبنا) تبدو أيضاً كلوحة فنية ارتجلتها الطبيعة علي غير نسق أو نظام فصنعت من ذلك المزيج جمالاً أخاذاً من كروم وبيارات البرتقال إلى حقول القمح وبساتين الفاكهة من كل نوع ولون، إلى مناخها وطقسها الجميل المعتدل.
أطرافها الشرقية هي خط السكة الحديدية القادم من محطة اللد شمالاً، والمتجه جنوباً نحو غزة ورفح، ثم العريش فالقنطرة في الأراضي المصرية، وتقوم على جانبي هذا الخط أشجار الكينيا ملقية بظلالها الوارفة على امتداده، باعثة مع تماوج الرياح أنساماً عليلة يتنسمها المارة في غدوهم ورواحهم.
أما الأطراف الغربية للقرية فيمتد عبرها طريق عريض معبد يتجه شمالاً إلى يافا، ماراً بقرى عربية عديدة، غرست بينها بعض المستعمرات اليهودية، بمعرفة حكومة الانتداب البريطاني وحمايتها، وبمحاذاة هذا الطريق غرباً، تقع الساحة الرئيسية للقرية التي تقام فيها عادة سوق الثلاثاء الشهيرة، التي يؤمها العديد من أهالي القرى المجاورة، حيث تتوافر فيها كل الأشياء، بدءاً من الخضار والفواكه، حتى الدواب والدواجن والغلال.

(يبنا) كما يقول ابناؤها هي صاحبة مواقف عظيمة أثناء الثورة الفلسطينية وخاصة في الفترة ما بين 1917 إلى 1936 حيث كان لأبنائها المناضلين دور في مقاومة الاحتلال في قرى أخري، فكان لهم حضور في معركة باب الواد وبيت دراس.

فالسيارة التي كانت تحمل الميكرفون كانت تأتي إلى البلدة وتنادي (الله أكبر الله أكبر حي على الجهاد) فترى أهالي البلدة يهرعون بكل ما يمتلكون للدفاع عن القرية التي تستنجد بهم.

هذه ليست نكبة بل مصيبة كبرى، فالنكبة تعالج، لكن المصيبة دائمة، وبلدة يبنا هي البلدة الوحيدة التي بقيت على الساحل الفلسطيني دون سقوط إلى ان وصل الجيش المصري إلى بلدة اسدود فخرج المناضلون من ابناء البلدة لمقابلة الحاكم العسكري المصري في اسدود ليطلبوا منه تسلم بلدة يبنا، فأحالهم هذا الحاكم إلى الحاكم العسكري المصري في المجدل فوعدهم هذا خيراً وطلب منهم العودة إلى بلدتهم.

انتظر المقاومون قدوم القوات المصرية لتسلم البلدة فلم يأتوا فعادوا مرة اخرى إلى اسدود لمقابلة الحاكم العسكري المصري مرة أخرى فما كان من هذا الحاكم الا أن جمع منهم سلاحهم ووضعه في منزل يقع إلى الشرق من بلدة اسدود ووضع أصحاب هذا السلاح حراساً عليه.

في هذا الوقت كانت النساء والاطفال قد هجروا البلدة ولم يبق فيها سوى المقاومين للدفاع عنها، وعلى مدار ثلاثة ايام بقيت القوات الاسرائيلية تضرب البلدة بقذائف الهاون، وتشتبك مع المقاومين، وعندما وجد المقاومون عدم استجابة من المصريين في الوقت الذي نفدت فيه ذخيرتهم هجروا البلدة واتجهوا إلى بلدة اسدود، وعندما خرجنا من (يبنا) خرجنا معتقدين أننا سنقضي ليلة او ليلتين خارج البلدة ومن ثم نعود، فذهبنا إلى الساحل حيث كروم العنب سيراً على الاقدام مسافة 70 الف دونم فقضينا الليلة هناك، فالأمل تولد لدينا بعد وصول الجيش المصري إلى بلدة اسدود فاعتقدنا بأنه سيصل إلى بلدتنا لكنه بقي ثابتاً على حدود التقسيم.

في بلدة اسدود بقينا نحو ثلاثين يوماً كان المقاومون خلال هذه الفترة يتسللون سراً ويعودون الى بلدتنا يبنا من أجل جلب بعض من حاجياتنا التي بقيت هناك، فكانت تحدث الاشتباكات المسلحة أثناء عودة المقاومين فيسقط منهم الشهيد والجريح، ومن ثم رحلنا الى المجدل وبعدها بأربعة أشهر بدأ الجيش المصري ينسحب باتجاه البحر تاركاً المجدل وسرنا معه سيراً على الاقدام الى ان وصلنا مدينة غزة، ومن ثم انتقلنا الى مدينة رفح حيث استقر بنا المقام في معسكرات اللاجئين هناك ولكن عائدون باذن الله.

هناك 6 تعليقات:

Unknown يقول...

رائعه كلماتك بروعه صاحبها

للامام

حـــلـــم كـــان يقول...

كلماتك فظيعه

سنعود يوما

تأثير الفراشة يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آلمنى جدا و أبكانى بشدة ما ذكرت ، و بإذن الله (يبنا) ستعود و فلسطين كلها ستعود ، ستعود بإذن الله

تحياتى لك و لأهل فلسطين الحبيبة

وفقك الله لكل خير

أميرة الورد يقول...

مستر حازم
مرسي أوي على تعليق
نورتني بمدونتي

أميرة الورد يقول...

حلم كان
كتير اسعدني مرورك وتعليقك
بجد مدونتك حلوة أوي وانبسطت لما زرتها
بتمنى تزوريني دايما

أميرة الورد يقول...

تأثير الفراشة
مشكورة على تعليقك
ومتل ما قال الشهيد ناجي العلي
"سنعود ذات يوم حاملين مفاتيحنا وأعمارنا التي سنعيشها من جديد على ارض فلسطين "
نوتيني